Wednesday, May 22, 2019

خطفوني لأصبح مرشدا للمتسولين المكفوفين

رغم أن لدى صموئيل عبد الرحمن 17 أخاً وأختاً، من زوجات أبيه الأربع، إلا أنه كان يومها بمفرده مع المربية.
قيل لوالده، وهو مهندس معماري وصاحب فندق، إنه خرج لركوب دراجته في الخارج، لكنهم لم يروه مرة أخرى إلا بعد ست سنوات.
لا يتذكر صموئيل، الذي اختُطف عندما كان في السابعة من عمره، اليوم الذي أُخذ فيه من منزل عائلته في مدينة كانو بشمال نيجيريا.
تتذكر أخته الكبرى فرد
لا يستطيع صموئيل البالغ من العمر ثلاثين عاماً الآن، تذكر تفاصيل اختطافه، وكل ما يتذكره هو "رحلة القطار" التي تم تسليمه في نهايتها إلى امرأة بذراع واحدة تقطن في حي عشوائي على مشارف لاغوس، معظم سكانها من المتسولين المعاقين.
أجّرته المرأة وقتها إلى متسول أعمى مقابل خمسة دولارات لليوم الواحد.
وظاهرة الرجال والنساء المكفوفين الذين يرشدهم أطفال صغار منتشرة في شوارع نيجيريا، وخاصة أثناء حركة المرور الكثيفة، إذ ينقرون عادة على نوافذ السيارات، أو يحومون حول الكنائس والمساجد.
ويقول صموئيل الذي عاش مع تلك المرأة في كوخها ونام على حصيرة: "جاء حوالي خمسة أطفال صغار للعيش مع نساء أخريات في نفس الفناء خلال تلك الفترة، تم تأجيرهم جميعاً إلى متسولين مكفوفين".
لا يتذكر صموئيل إن كان فكر في عائلته أم لا خلال تلك الفترة، أو ما إذا تساءل عن مصير أفراد عائلته، ويقول: "لست متأكدًا من أنني كنت أمتلك أي مشاعر في ذلك الوقت، كنت مثل رجل آلي، أو في غيبوبة"، كل ما كان يعرفه هو أن يستيقظ ويوجه المتسول الأعمى، وكان الهدف هو جني المال وأكل الطعام والنوم، وتكرر الروتين ذاته كل يوم.
استأجره متسولون عديدون على مدى سنوات لفترات تراوحت ما بين أسبوع إلى شهر. وفي نهاية كل يوم، كان صموئيل والمتسول ينامان إلى جانب متسولين آخرين في أماكن عامة مختلفة. وإذا استمتع ورضي المتسول عن عمله معه، كان يستأجره لمدة أطول مرة أخرى.
ويقول: "كنت مثل العبد". "لم أستطع أن أقول شيئا مثل: "أريد أن أذهب أو أفعل أي شيء، كان علي أن أكون حاضراً وتحت الطلب باستمرار".
لم يكن لدى صموئيل إلا القليل من الوقت للعب بعد الانتهاء من العمل في المساء، حيث كان يلهو قليلاً مع الأطفال المتسولين الآخرين.
وكان الناس يتصدقون عليه بالطعام أثناء التسول، وفي أحيان أخرى، كان يحوم حول المطاعم ويأكل البقايا أو يبحث في حاويات القمامة.
يتذكر ذلك بقوله: "كنت جائعاً طيلة الوقت"، وبالكاد كنت أجلس لتناول الطعام خلال التسول". ويضيف: "لم أشعر أن المتسولين كانوا سيئين. كانوا يستيقظون ويذهبون إلى العمل مثل بقية الناس".
و كانوا يسافرون بالحافلات أحياناً إلى دول مجاورة مثل بنين.
كنت أحياناً ومن شدة تعبي، أتجاوز بعض من يمكن أن نتسول منهم، لكن المكفوفين في غاية الحساسية، وحاسة السمع لديهم قوية، فكانوا يعصرون ذراعي وينهرونني قائلين: "هناك شخص ما، لماذا تتحرك بعيداً؟" إنهم يحاولون جني أكبر قدر ممكن من المال.
وتقول فردوسي، الشقيقة الكبرى، إنها عندما رأت صموئيل في ديسمبر/كانون الأول 2000، سقطت على الأرض من صدمتها لرؤيته حياً، شعر صموئيل أنه يعرف تلك المرأة.
كان وقتها نحيلًا، أبلهاً غير مدرك لما يجري، ولم ينطق بكلمة واحدة، انفجرت فردوسي بالبكاء بعد رؤيته على تلك الحالة.
وسرعان ما اجتمع الناس حولها، وفهموا سبب فرحتها وصدمتها الكبيرة، وصفوا ذلك بالمعجزة التي تستحق إشراك أعضاء الكنيسة فيها.
أخذوا صموئيل إلى حجرة في الكنيسة، غسلوا جسده وألبسوه ثياباً جديدة، وأخذوه إلى القاعة حيث ينتظر الناس، وأعطوا فردوسي ميكروفوناً لتتحدث إلى الحشد.
تتذكر فردوسي كيف كانت تبكي وهي تمسك بالميكروفون وتتحدث عن فقدان شقيقها منذ ست سنوات، عمت الفرحة الجميع. ثم أمسك رئيس الكنيسة بيد صموئيل وصلى من أجله.
وفي تلك الليلة، نامت فردوسي وشقيقها في سيارة في ساحة الكنيسة، فقد كان طريق العودة إلى منزل أسرتهما طويلاً.
وتتذكر تلك الليلة وتقول: "كنت أستيقظ طوال الليل وألقي نظرة عليه وألمسه بيدي لأتأكد من أنه أخي فعلاً".
إضافة إلى ذلك، كانت عملية إعادة دمج شقيقها في المجتمع وهو في الـ 13 من عمره، أكثر صعوبة مما كانت تتخيل. لم يرغب بالعيش مع والده، فكانت فردوسي هي من تعتني به، "كان الطفح الجلدي منتشراً في جميع أجزاء جسده، وكانت الرائحة كريهة، عدا عن ذراعه الأيمن الذي تضرر من الضغط المستمر للمتسولين المكفوفين عليه، وتطلب ذلك صور أشعة وفحوصات ومعالجة مدة عام حتى عاد كما كان.
وسي ذلك اليوم وتقول: "لم نترك وسيلة في محاولة العثور عليه إلا ولجأنا إليها".
لم تكن فردوسي التي كان عمرها وقتها 21 عاماً تعلم بأمر اختفائه في البداية. وكان شقيقها صموئيل يسرع دائماً بالرد على الهاتف والتحدث إليها عندما كانت تتصل بأسرتها خلال وجودها في السكن الجامعي، ولكن عندما انقطع عن التحدث إليها، شكت بوجود مشكلة ما، فسافرت بشكل مفاجئ إلى منزل الأسرة في أحد الأيام، فما كان على الأب إلا الكشف عن اختفاء شقيقها المفضل منذ أكثر من شهر.
وقالت فردوسي، دارت الشكوك حول المربية في البداية، ولكن بعد التحقيقات، سمحوا لها بالرحيل.
وحاولوا أيضاً، إخفاء خبر فقدان صموئيل عن والدته المطلقة لأطول فترة ممكنة. وفي كل مرة كانت تتصل الأم للتحدث مع ابنها، كانوا يختلقون أعذاراً مختلفة لإخفاء الأمر.
وفي نهاية المطاف، تم تكليف عم الصبي بمهمة لا يُحسد عليها وإخبارها بذلك.
كان البحث عنه مكثفاً، فبالإضافة إلى تحقيقات الشرطة، وضعت الأسرة إعلانات في الصحف، وأرسلت فرق البحث لتمشيط الشوارع بما في ذلك الخنادق التي ربما يُلقى بجثته فيها لو صدمته سيارة عابرة، وطلبوا النصيحة والاستشارة من رجال الدين المسلمين المعروفين باسم مالما.
وبمرور الوقت، طلب الأب من العائلة تقبل احتمال وفاة شقيقهم، بعد أن بذلوا قصارى جهدهم في عمليات البحث.
لم تستسلم فردوسي، وكرّست أطروحتها الجامعية لشقيقها المفقود، وبعد عام من التخرج، انتقلت جنوباً إلى العاصمة لاغوس بحثاً عن عمل.
اعتنقت فردوسي المسيحية، وبدأت بحضور الصلاة في كنيسة الفائزين (إحدى كبريات الكنائس في نيجيريا في ولاية أوغون خارج المدينة). وتعقد الكنيسة في شهر ديسمبر/كانون الأول من كل عام اجتماعاً مدته خمسة أيام لأعضائها من كافة أنحاء العالم. وخلال الحدث المعروف باسم "Shiloh "، يقوم بعض الأعضاء المهتمين بعرض سلعهم وخدماتهم داخل مبنى الكنيسة.
ولم تكن فردوسي تعمل في كانون الأول/ديسمبر 2000، فتقدمت بطلب للحصول على مكان صغير في الكنيسة لبيع بعض الأقمشة المصبوغة التي صنعتها والدتها.
وبينما كانت تنتظر حضور النجار لمساعدتها في تركيب طاولة العرض، جلست على كرسي لترتاح، تسند رأسها بيديها، وفجأة سمعت صوت متسول يطلب التصدق عليه، رفعت فردوسي رأسها، وكان المتسول يضع يده بحزم على كتف صبي يرتدي سترة حمراء وبنطالاً قصيراً بالياً.
صرخت فردوسي من هول المفاجأة، كان الصبي المضطرب الذي يرشد المتسول الأعمى هو شقيقها المفقود.

Monday, May 13, 2019

مساعد للبابا فرانسيس يقتحم ماسورة لإعادة الكهرباء عنوة لمبنى في روما

استعاد قس يؤدي أعمالا خيرية للبابا فرانسيس، التيار الكهربائي لمئات من الناس في أحد مباني روما، بعد أن نزل في ماسورة تحت الأرض وفتح محول الكهرباء، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
وقال الكاردينال، كونراد كارجيفيسكي، إنه فعل ما فعله بدافع "اليأس" وضرورة التدخل لأن سكان المبنى، المملوك للدولة، قضوا أسبوعا كاملا بلا كهرباء ولا مياه ساخنة.
ويستخدم نشطاء المبنى لإيواء المشردين.
وقد قطعت شركة الكهرباء التيار الكهربائي بسبب عدم دفع الرسوم، التي بلغت 300.000 يورو، (أي ما يعادل 337.000 دولار).
ويعتقد أن المبلغ تراكم خلال سنوات منذ إعادة استخدام المبنى في عام 2013. ويقطن في البناية الآن أكثر من 400 شخص، من بينهم حوالي 100 طفل.
وقال نائب رئيس الوزراء، ماتيو سالفيني، إنه يتوقع الآن أن يدفع مساعد البابا فواتير الكهرباء المستحقة، بحسب ما نقلته عنه صحيفة (لا ريبابليكا) الإيطالية اليومية.
ووصف الكاردينال كارجيفيسكي الأحد كيف نزل إلى الماسورة، وأزال الشمع الأحمر الذي كان يغطي مفتاح الكهرباء حتى يعيد التيار الكهربائي إلى المبنى.
وقال لوكالة أنسا الإيطالية للأنباء: "تدخلت شخصيا الليلة الماضية لإعادة توصيل العداد. وكان تصرفي بدافع اليأس. إذ كان هناك أكثر من 400 شخص يعيشون بلا كهرباء، مع أسرهم، وأطفالهم، وبدون حتى تمكنهم من تشغيل مبردات الأطعمة."
وأضاف: "لم أفعل ذلك لأني كنت مخمورا".
ويقع المبنى في منطقة فايا دي سانتا كروس، وهو لا يوفر المأوى للمشردين فقط، بل يوجد به أيضا أماكن عمل، من بينها معمل للبيرة وورشة نجارة، بحسب ما قالته وسائل إعلام إيطالية.
وصف مدرب مانشستر سيتي، بيب غوارديولا، الاحتفاظ بالدوري الانجليزي هذا الموسم بأنه أصعب إنجاز حققه في مسيرته الرياضية كلها.
وقد فاز سيتي بأربعة أهداف مقابل هدف واحد أمام في برايتون بعدما كان متأخرا بهدف واحد، فحسم لقب الدوري بفارق نقطة واحدة عن ملاحقه ليفربول، الذي فاز على ولفرهامبتون بهدفين لصفر.
وهذه هي المرة الثامنة التي يفوز فيها فريق غوارديولا بالدوري من آخر 10 مواسم له كمدرب.
وقال عن تتويج فريقه سيتي: "كان علينا الفوز في 14 مباراة متتالية لضمان اللقب. هذا أصعب تتويج في حياتي".
وجاء ليفربول إلى ملعب الاتحاد في يناير/ كانون الثاني متقدما بسبع نقاط، ولكنه هزم بهدفين لهدف واحد. وكانت تلك هزيمته الوحيدة في الدوري الانجليزي هذا الموسم.
وجمع ليفربول 97 نقطة، وهي ثالث أكبر حصيلة في تاريخ الكرة الانجليزية، وراء سيتي الذي جمع 98 نقطة هذا الموسم و100 نقطة الموسم الماضي.
وشكر غوارديولا فريق ليفربول على "الأداء المتميز" وقال إن التنافس مع هذا الفريق هو الذي دفعنا إلى تحقيق هذا الانجاز الرائع 198 مقطة في موسمين".
وفاز غوارديولا بالدوري الإسباني ثلاث مرات متتالية مدربا مع فريق برشلونة، كما فاز بالدوري الألماني ثلاث مرات متتالية مع بايرن ميونيخ.
ويتوقع المدرب الإسباني، البالغ مع العمر 48 عاما، أن يكون الموسم المقبل أكثر صعوبة، إذ يسعى فريقه للاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي.
ويعد سيتي الفريق الوحيد الذي فاز بالدوري الانجليزي ثلاث مرات متتالية. وفعل ذلك مرتين في 1998-1999-2000، و2006-2007-2008.